التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٨

..

مساء الخير أيتها العزيزة، وعلى الطريقة ذاتها التي كنت تسألينني بها دائما "مالذي تفعليه اﻵن"؟   حين يتعلق اﻷمر بإجابتي الخاصة فأنا لا أفعل شيئا محددا في الوقت الحالي وبالكاد ثمة ما هو جديد في المجمل ليذكر ولكن وبنبرة محايدة إلى حد مرضي يمكنني أن أقول أن اﻷمور على ما يرام. ذلك فيما عدا الجزء المتعلق بك فكل اﻷمور فيما يتعلق بذلك ليست إطلاقا على ما يرام.  لقد كنت مجرد حلم ما.. عابر للغاية، غائم وضبابي وحين كاد يبلغ حد التلاشي عدت لتقومي بلقمه كل التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تبث في روحه الحياة قبل أن تعاودي الرحيل، أو على اﻷقل كان ذلك ما أصابني وحسب بطريقة لا تحمل أي منطق فعلي بداخلها.  مثيرة للشفقة حقيقة أنك لم تمنحيني فعلا أي شيء حقيقي، أي شيء مكتمل وجدير بالذكر، كان ذلك كله ترهات، أمور قمت بمنح أضعافها بمئات المرات ﻷشخاص آخرين.. عابرين جدا إلى الحد الذي تحولوا عنده ﻷسماء منسية، أرقام ما تسردينها على مسمعي حين تعبين البيرة في جوفك.. ضجرة بغنج مصطنع، متكلف فوق اللازم، شيء يتعلق بك في المطلق، شيء يتعلق بك مع الجميع. لكنني في النهاية مازلت هنا، بالشكل اليائس نفسه أفتش عنك،

وجه ملقى على الرصيف

في طريقي خارج الجامعة كان كل ما في نيتي هو تصوير بعض الأوراق المتعلقة بإحدى موادي الدراسية. كان ذلك مسالما وعاديا ولا شيء إطلاقا يمكن أن يكون غير اعتيادي بشأن مادة القياس النفسي. بعض الاختبارات المقولبة الروتينية ولم يكن هذا شيئا بشعا بقدر ما كان شيئا هادئا ولطيفا للتعامل معه.  كانت اﻷمور كلها على ما يرام قبل أن يبزغ وجه، وجه ما مستلق هناك على إحدى اﻷغلفة، الكتب والمجلات ملقاة على الرصيف، مبعثرة هنا وهناك، وكانت هناك تطالعني، طريقة هادئة ومتبجحة تلك التي كانت تذكرني بك لمجرد تواجدها هناك.. هنا أمام عيني. عرفت منذ اللحظة اﻷولى أنها إحدى أعمال ذاك الرسام الذي تحبين ضمن آخرين متعددين.  ما الذي أعرفه أنا عن الفن؟ لا شيء بالكاد ولكنني بطريقة ما عرفت، عرفت يقينا أنه هو وكان اسمه قابعا في مكان ما.. مكان ما بداخلي.  حين تفتش وتفتش، لا تحتاج كثيرا من التفتيش ﻷن تفصيلا بسيطا كهذا، ملقى بتلك الطريقة، كان كافي، كافيا لاستعادة كل شيء. هل كان ذلك كتابا من نوع ما أم مجلة أم أي شيء آخر ممكن؟ فكرت في التقاطها وفكرت ألا أفعل، مؤكد ينبغي علي ألا أفعل. تسمرت هناك.. حدقت وحدقت، فكرت في الابتعاد ولكنني