مساء الخير أيتها العزيزة، وعلى الطريقة ذاتها التي كنت تسألينني بها دائما "مالذي تفعليه اﻵن"؟ حين يتعلق اﻷمر بإجابتي الخاصة فأنا لا أفعل شيئا محددا في الوقت الحالي وبالكاد ثمة ما هو جديد في المجمل ليذكر ولكن وبنبرة محايدة إلى حد مرضي يمكنني أن أقول أن اﻷمور على ما يرام. ذلك فيما عدا الجزء المتعلق بك فكل اﻷمور فيما يتعلق بذلك ليست إطلاقا على ما يرام. لقد كنت مجرد حلم ما.. عابر للغاية، غائم وضبابي وحين كاد يبلغ حد التلاشي عدت لتقومي بلقمه كل التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تبث في روحه الحياة قبل أن تعاودي الرحيل، أو على اﻷقل كان ذلك ما أصابني وحسب بطريقة لا تحمل أي منطق فعلي بداخلها. مثيرة للشفقة حقيقة أنك لم تمنحيني فعلا أي شيء حقيقي، أي شيء مكتمل وجدير بالذكر، كان ذلك كله ترهات، أمور قمت بمنح أضعافها بمئات المرات ﻷشخاص آخرين.. عابرين جدا إلى الحد الذي تحولوا عنده ﻷسماء منسية، أرقام ما تسردينها على مسمعي حين تعبين البيرة في جوفك.. ضجرة بغنج مصطنع، متكلف فوق اللازم، شيء يتعلق بك في المطلق، شيء يتعلق بك مع الجميع. لكنني في النهاية مازلت هنا، بالشكل اليائس نفسه أفتش عنك،